للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا جرم أنّ المملوك سجد لله ثم لجلالة «١» ذلك الاستغفار، وقبول كلمات الاعتذار؛ وعلم أنّ مولانا لبس حلّة التواضع لتمام شرف الاصطناع، وليحوز أقسام السيادة بالصدر الرّحب والخلق الوساع «٢»

سجيّة «٣» نفس شرّف الله مجدها ... بما شاء من فضل لديها ومن حلم

وسؤدد آباء وكسب سيادة ... تضمّ إلى عزّ العلا شرف العلم

هذا مع إساءتنا التى تسوّد وجوه الأمل، ويقضى كفرها- لولا إيمان مولانا- بإحباط العمل، على أنها ملازمة المعلولات للعلل

وما كنت جانى فتنة غير أنّها ... إذا وقعت أردت مسيئا ومحسنا

ولو رشقتنى مصميات سهامها ... لألفت لها حكما من الله بيّنا

وإن جلال الله يشهد أنّنى ... بذلت من الوسع الذى كان ممكنا

وحذّرت حتى لم أجد متحرّزا «٤» ... وأسمعت لكن لم أجد ثمّ أذّنا «٥»

وكانت صعاب «٦» تقتضيها مشيئة ... وهل لقضاء الله ردّ إذا دنا

وأما إشارة مولانا إلى الحاجب الذى هو لمولانا أشرف من حاجب بن زراره بما «٧» أودعه أثناء تلك الكلم من لطيف الإشارة وشريف العباره؛ فجزاء مولانا على الله فى جبره لقلب المملوك المنصدع، وصلة أمله المنقطع.