للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيعظم ويكثر ماؤه، ثم يمتدّ إلى فاراب. فإذا تجاوزها يجرى فى برّية فيكون على جانبيه الأتراك الغزّيّة، ويمرّ إلى أن يصب فى نهر جيحون [١] .

وبين موقعه فى النهر وبين بحيرة خوارزم عشرة أيام.

[وأما نهر الكنك [٢]]

وهو نهر تعظّمه الهند، فينبعث من بلاد قشمير ويجرى فى أعالى بلاد الهند.

وهم يزعمون أنه من الجنة فيعظّمونه غاية التعظيم.

ومن عجائبه أنه إذا ألقى فيه شىء من القاذورات، أظلم جوّه ورجفت أرجاؤه وكثرت الأمطار والرياح والصواعق.

وقد وصفه العتبىّ فى «التاريخ اليمينىّ» فقال:

«وهذا النهر الذى يتواصف الهنود قدره وشرفه، فيرون من عين الخلد التى فى السماء مغترفه؛ إذا أحرق منهم ميت ذرّوه فيه بعظامه، فيظنون أنّ ذلك طهر لآثامه؛ وربما أتاه الناسك من المكان البعيد فيغرق نفسه فيه، يرى أنّ هذا الفعل ينجيه.

والهنود يفرطون فى تعظيمه حتّى إن الرجل منهم إذا أراد الفوز، أحرق نفسه وألقى رماده فيه، أو يأتى إلى النهر (وهناك شجر القنا فى غاية الارتفاع، وقوم هناك بأيديهم سيوف مسلولة وخناجر) فيربط نفسه فى طرف قناة، ثم يحزّ رأسه بيده


[١] اختصر المؤلف كلام ابن حوقل اختصارا خفيفا (وانظر كلام ابن حوقل فى كتابه «المسالك والممالك» ص ٣٩٢- ٣٩٣) .
[٢] قال أبو الفدا إن اسمه الهندى: كانكو وسماه المسعودى «جنجس» فى كتاب «التنبيه والإشراف» .