للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢- ذكر ما قيل فى أسماء السماء وخلقها

قد نطقت العرب للسماء بأسماء.

منها: الجرباء. وسمّيت بذلك لكثرة النّجوم بها.

ومنها: الخلقاء. لملاستها.

وبرقع [١] . والرّقيع. ومنه

قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لسعد بن معاذ: «لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع أرقعة»

. أى من فوق سبع سماوات.

ومنها: الطرائق. قال الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ) .

والسماء مخلوقة من دخان.

٣- حكى فى سبب حدوثه

أنّ الله تعالى خلق جوهرة، وصف من طولها وعرضها عظما. ثم نظر إليها نظر هيبة، فانماعت، وعلاها من شدّة الخوف زبد ودخان. فخلق الله من الزبد الأرض، وفتقها سبعا؛ ومن الدخان السماء، وفتقها سبعا. ودليله قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ

. قال: ولما فتق الله تعالى السماوات، أوحى فى كل سماء أمرها.

واختلف المفسّرون فى الأمر، ما هو؟ فقال قوم: خلق فيها جبالا من برد وبحارا؛ وقال قوم: جعل فى كل سماء كوكبا، قدّر عليه الطلوع والأفول، والسير والرجوع.

وقال قوم: أسكنها ملائكة سخّرهم للعالم السّفلىّ، فوكّل طائفة بالسحاب وطائفة بالريح، وجعل منهم حفظة لبنى آدم وكاتبين لأعمالهم ومستغفرين لذنوبهم.


[١] كز برج وقنفذ كما فى القاموس.