للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والضّفدع من الحيوان الذى لا عظم له. وفيه ما ينقّ. وما ليس ينقّ. وليس صوت ما ينقّ من فيه ولكنه من جلود رقاق تكون إلى جانب أذنيه؛ فإذا أراد النقيق انفتحت فيخرج الصوت منها. وهى تنطبق فى زمن الشتاء فلا تنفتح حتى يعتدل الجوّ.

قال الجاحظ: والضّفدع لا يصيح ولا يمكنه الصياح حتى يدخل حنكه الأسفل الماء، فإذا صار فى فيه بعض الماء صاح؛ ولذلك لا تسمع للضفادع نقيقا إذا كنّ خارجات من الماء. قال: والضفادع تنقّ، فإذا أبصرت النار أمسكت. وتوصف بحدّة السمع إذا كانت خارج الماء. ويضرب بها المثل فى السمع والحذر، فيقال: «أحذر من ضفدع» و «أسمع من ضفدع» . وقال شاعر يصف الضفادع:

ومقعدات زانهنّ أرجل ... كقعدة الناكح حين ينزل

يكسين وشيا وعيون تكحل

وقال آخر:

دعتك فى فاضة «١» مدنّرة ... ليس لها طرّة ولا هدب

قد نسجت من زبرجد فجرى ... بين تضاعيف نسجها الذّهب

يظلّ صمتا نهاره فإذا ... أدركه الليل بات يصطخب

وهو وإن لم يغطّ مقلته ... جفن ولا امتدّ خلفه ذنب

يعجبنى ما أراه منه ففى ... خلقته واختلافها عجب