للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويصير مثل العسل، وتؤخذ منه فى كلّ يوم أوقيّة على الريق، وأكثر من ذلك.

وقال: هذا لأصحاب الأمزجة الحارّة اليابسة.

[آخر يصلح لأصحاب الأمزجة الباردة اليابسة]

يؤخذ من اللّبن الحليب رطل، وتسحق عشرة دراهم دارصينىّ سحقا ناعما حتّى تصير مثل الكحل، وتلقى على اللّبن، ويترك ساعة، ثم يشرب قدحا بعد قدح ويخضخض لئلّا يرسب الدارصينىّ فيه، وليشرب قبل الطعام وبعده قليلا قليلا بدل الماء عند العطش حتّى يأتى على اللّبن والدار صينىّ بكماله، ويكون الغذاء طباهجا بلحم ضأن فتىّ، ويشرب عليه نبيذا صرفا، يفعل ذلك أسبوعا، ولا يجامع فيه، فإنّه يولّد منيّا كثيرا، ويهيّج تهييجا عظيما. قال: وينبغى أنّه اذا هاجت منه حدّة وحرارة أن يقطع، فإن لم تسكن الحدّة والحرارة فصد وأسهل وسقى ماء الشّعير ويترك اللحم والشراب أياما، ويقلّل الغذاء. قال الرازىّ: إلّا أنّ هذا التدبير يجمع امتلاء كثيرا؛ ولا يقرب هذا الدواء من بدنه غير نقىّ، فإنّه يحمّ لا محالة. فأما النقىّ البدن، القليل الدم، الساكن الحدّة، فنعم الدواء هوله، وهو دواء قوىّ فى فعله.

[صفة شراب آخر]

يؤخذ من حليب البقر رطلان؛ وقيل رطل، ويلقى عليه من التّرنجبين «١» الأبيض الخراسانىّ زنة عشرين درهما، ويطبخ برفق حتّى يصير فى قوام «٢» العسل ثم تؤخذ منه فى كلّ غداة أوقيّة على الرّيق، فإنّه نهاية فى زيادة الباه.