للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا* قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا* قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً

«١» .

قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ «٢»

. قال الكلبىّ: كان زكريّا يوم بشّر بالولد ابن اثنتين وتسعين سنة. وروى الضحّاك عن ابن عبّاس رضى الله عنهما قال: كان ابن مائة وعشرين سنة. وكانت امرأته بنت ثمان وتسعين.

قالوا: ولمّا جامع زكريّا امرأته اغتسل وعاد الى محرابه، فجاءته نساء بنى إسرائيل وقالوا له: نرى أمرك أعجب من امرأتك، فذهب زكريّا ليتكلّم فلم يقدر على الكلام، فعلم أن امرأته قد حملت فكتب لهم فى الأرض، إنّى لا أقدر على الكلام ثلاثة أيام.

قال الثعلبىّ رحمه الله: فإن قيل: لم أنكر زكريّا ذلك وسأل الآية بعد ما بشّرته الملائكة؟ أكان ذلك شكّا فى وحيه؟، أم إنكارا لقدرته، وهذا لا يجوز أن يوصف به أهل الإيمان فكيف الأنبياء؟! فالجواب عنه ما قال عكرمة والسّدّىّ:

إنّ زكريّا لمّا سمع نداء الملائكة جاءه الشيطان فقال: يا زكريّا إنّ الصوت الذى سمعت ليس من الله إنما هو من الشيطان سخر بك، ولو كان من الله لأوحاه إليك خفيّا كما ناديته خفيّا وكما يوحى إليك فى سائر الأمور؛ فقال ذلك دفعا للوسوسة. قال:

وفيه جواب آخر، وهو أنه لم يشكّ فى الولد وإنما شكّ فى كيفيته والوجه الذى يكون منه الولد فقال: أنّى يكون لى؟ أى كيف يكون لى ولد؟ أتجعلنى وامرأتى شابّين أو ترزقنا على كبرنا، أو ترزقنى من امرأة عاقر، أم من غيرها من النساء؟ فقال