للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معجزة أخرى:]

قال: ثم لم يلبث الدهقان أن أعرس ابنا له، فصنع له عيدا فجمع عليه أهل مصر وكان يطعمهم شهرين. فلمّا انقضى ذلك زاره قوم من أهل الشام ولم يعلم الدهقان بهم حتى نزلوا به وليس عنده يومئذ شراب. فلمّا رأى عيسى اهتمامه بذلك دخل بيتا من بيوت الدهقان فيه جرار، فأمرّ عيسى يده على أفواهها وهو يمشى، فكلّما مرّ بيده على جرّة امتلأت شرابا حتى أتى على آخرها، وهو يومئذ ابن اثنى عشرة سنة.

[معجزة أخرى:]

قال: وبينا عيسى يلعب مع الصبيان بأرض مصر، إذ وثب غلام منهم على غلام آخر فقتله. فجاء أهله وتعلّقوا بجميع الصبيان وفيهم عيسى وأتوا بهم الى القاضى.

فقال القاضى: من قتل هذا؟ قالوا: هذا، وأشاروا إلى عيسى. فقال له القاضى:

لم قتلت هذا الغلام؟ قال: أراك حاكما جاهلا، كان يجب أن تسألنى: أقتلته أم لا! قال القاضى: أراك ذا عقل، فما اسمك؟ قال: عيسى بن مريم. قال:

يا عيسى، لم قتلته؟ قال: يا جاهل، أبهذا أمرتك؟ ثم دنا عيسى من الغلام وقال:

قم بإذن الله الذى يحيى العظام وهى رميم، فاستوى جالسا وقال له: من قتلك؟

قال: قتلنى فلان بن فلان، وهذا عيسى بن مريم برىء من دمى. فعجب الناس من ذلك وقتلوا قاتل الغلام، وأخذت مريم بيد عيسى وانطلقت.

[معجزة أخرى:]

قال: وأتت به أمّه الى معلّم ليعلّمه، فقال: إنّ ربى قد أغنانى عن تعليم المعلّمين وقد علّمنى التوراة والإنجيل. قالت: صدقت، ولكن تكون عند معلّم خير من أن تلعب مع الصبيان. فأتت به الى معلّم يعلّمه، فعلّمه عيسى. قال الثعلبىّ: وروى