للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من السّحرة يقلبون الجبال خبزا والأنهار شرابا، ولا يطعم ولا يسقى إلّا من آمن به.

ومعه صاحب لوائه من قريته ينادى بأعلى صوته: هذا ربكم فاعرفوه. فإذا سار الدجّال سارت معه جبال طعامه وأنهار شرابه، وإذا وقف وقفت. يطوف الأرض شرقها وغربها حتى يدخل أرض بابل فيلقاه الخضر، فيقول له الدجّال: أنا ربّ العالمين. فيقول له الخضر: كذبت يا دجّال! إنّ ربّ العالمين ربّ السموات والأرضين. فيقتله الدّجال ويقول: لو كان لهذا إله كما يزعم لأحياه. فيحيى الله الخضر من ساعته فيقوم ويقول: ها أنا يا دجّال، قد أحيانى الله ربّى. ثم يقبل الخضر على أصحابه ويقول: ويلكم! لا يفتننّكم هذا الكافر. ويقال: إنه يقتل الخضر ثلاث مرّات ويحييه الله تعالى. ثم يخرج الدجّال نحو مكة، فإذا دنا منها رأى الملائكة «١» محدقين بالبيت الحرام قد نشروا أجنحتهم على الكعبة، يخرج من خلل أجنحتهم مثل شرر النّيران، فلا يقدر على دخولها. ثم يسير الى المدينة فيجدها كذلك. ثم يمضى الى بيت المقدس فلا يقدر على دخوله لكثرة من حوله من الملائكة. واختلف فى مدّة إقامته فى الأرض، فقيل أربعين سنة، وقيل أربعين يوما، على ما نورد ذلك من الحديث الصحيح النبوىّ الذى يشمل ذكر هذه الفتن كلها. قال: وأمّا المسلمون فإنهم يصومون ويصلّون كما كانوا غير أنهم فى غمّ، قد تركوا المساجد ولزموا البيوت، وتطلع الشمس متلوّنة: مرّة بيضاء، ومرّة صفراء، ومرّة حمراء، ومرّة سوداء، وتكون الأرض فى الزلزلة والرجفة، ثم يكون بينه وبين المهدىّ ما قدّمنا، ثم ينزل عيسى بن مريم عليه السلام.