للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كيفيّة العالم، وأرى «١» بالصورة أيضا كيفيّة أفعال الكواكب فى هذا العالم وإحداثها للأشخاص الحيوانيّة من الناطقة وغيرها، وبيّن حال المدبّر الأعظم الذى هو الشمس، وبرهن على ذلك كلّه وقرّبه إلى عقول العوامّ «٢» وأذهانهم ففهموه، وغرس فى نفوس الخواصّ دراية ما هو أعلى من ذلك، وأشار إلى المبدئ الأوّل المعطى لسائر الموجودات [وجودها الفائض عليها بجوده «٣» ] . فانقادت له الهند، وأراهم وجه مصالح الدنيا وأخصبت بلادهم. وجمع الحكماء فى أيامه كتاب «السند هند «٤» » ، وتفسيره دهر الدهور «٥» ، ومنه فرّعت الكتب، ككتاب الأزجهير والمجسطى، وفرّع [من الأزجهير الأركند ومن المجسطى «٦» ] كتاب بطلميوس، ثم عمل منها بعد ذلك الزّيجات. وأحدثوا التسعة الأحرف المحيطة بالحساب الهندىّ. وكان البرهمن هذا أوّل من تكلم فى أوج «٧» الشمس، وذكر أنه يقيم فى كلّ برج ثلاثة آلاف سنة، ويقطع الفلك فى ستّة وثلاثين ألف سنة، الى غير ذلك من هذا الفنّ. وكان ملك البرهمن الى أن هلك ثلاثمائة سنة وستا وستين سنة، وولده يعرفون بالبراهمة. والهند تعظّمهم الى وقتنا هذا، وهم أعلى أجناسهم وأشرفهم، وهم لا يتغذّون بشىء من الحيوانات.

وفى رقاب النساء والرجال منهم خيوط صفر يتقلّدون بها كحمائل السيوف، تفرّق بينهم