للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ملك بعده تسام «١» ، وهو الذى وضع كتاب كليلة ودمنة الذى نقله ابن المقفّع.

وكان ملكه مائة وعشر سنين «٢» ، وقيل غير ذلك.

ثم ملك بعده بلهيت. وفى أيامه صنعت الشّطرنج فقضى بلعبها على النّرد، وبيّن الظفر الذى يناله الحازم والنكبة التى تلحق الجاهل وحسب حسابهما، ورتّب لذلك كتابا للهند يتداولونه بينهم، ولعب بها مع حكمائه. وكانت مدّة ملكه الى أن هلك نحوا من ثمانين سنة، وفى بعض النسخ أنه ملك ثلاثين ومائة سنة.

ثم ملك بعده كوش «٣» ، فأحدث للهند آراء فى الديانات على حسب ما رأى من صلاح الوقت، وما يحتمله أهل العصر من التكليف، وخرج عن مذاهب من سلف. وكان فى مملكته وعصره سندباد، وله كتاب الوزراء السبعة والمعلم والغلام وامرأة الملك، وهو الكتاب المترجم بكتاب السندباد. وعمل لهذا الملك الكتاب الأعظم فى معرفة العلل والأدواء والعلاجات وأشكال الحشائش وصفتها. وكان ملك هذا الملك الى أن هلك عشرين ومائة سنة. ولمّا هلك اختلفت الهند فى آرائها فتحزّبت الأحزاب وتجيّلت الأجيال، وانفرد كل رئيس بناحيته، فملّك على أرض السند ملك، وعلى أرض القّنوج ملك، وعلى أرض قشمير ملك. فكانت مدّة اجتماع الكلمة ببلاد الهند على ملك واحد على هذا الحكم نحوا من ألف سنة وستّ وستين سنة، وعلى القول الآخر ألف سنة ومائة سنة وست عشرة سنة. وعدّة ملوكهم سبعة ملوك. والله تعالى أعلم.