للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جيشر، قيل إنما سمى جيشر لأنه ولد بشعر يبلغ عينيه، واسم الشعر بالعجميّة حساريه وقيل جشايره، فعرّب فقيل قيصر، وهو صاحب قلوبطرة ملكة اليونان على ما ذكرناه. واحتوى هذا الملك على مقدونية وهى مصر والإسكندرية، وحاز ما فيهما من الخزائن، وكانت له حروب كثيرة، وكان يعبد الأوثان. وبنى بأرض الروم مدنا تنسب إليه، وكوّر كورا. فمن مدنه قيسارية. ولاثنتين وأربعين سنة خلت من ملكه ولد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام، وعاش هذا الملك بقيّة عمره وقد بطل شقّه لما ثفلت عليه الحيّة على ما قدّمناه فى أخبار قلوبطرة.

ثم ملك بعده طياريس. فكان ملكه اثنتين وعشرين سنة. قال: ولثلاث سنين بقيت من ملكه رفع المسيح عليه السلام. قال: ولمّا هلك هذا الملك برومية اختلفت الروم وتحزّبت وأقاموا على اختلاف الكلمة والتنازع مائتى سنة وثمانيا وأربعين سنة لا نظام لهم ولا ملك يجمعهم.

ثم ملّكوا عليهم طباريس عابس بمدينة رومية. فكانت مدّة ملكه أربع سنين.

ثم ملك بعده قلورس برومية. فكان ملكه أربع عشرة سنة، وهو أوّل ملك من ملوك الروم شرع فى قتل النصارى واتباع المسيح عليه السلام، فقتل منهم خلقا كثيرا، وكانت الروم تعبد التماثيل.

ولما هلك هذا الملك ملك بعده نيرون. قال: واستقام ملكه ورغب فى عبادة التماثيل والأصنام، وكان ملكه أربع عشرة سنة وشهورا.

ثم ملك بعده ططس واسبابوس مشتركين فى الملك. فكان ملكهما ثلاث عشرة سنة، ولسنة من ملكهما سارا الى الشام، فكانت لهما حروب عظيمة مع بنى إسرائيل قتل فيها من بنى إسرائيل ثلاثمائة ألف وخرّبا بيت المقدس وأزالا رسمه، وكان يعبدان الأصنام.