للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلمّا بلغ عمليقا ذلك غضب وأقسم أنه لا تهدى عروس فى جديس لبعلها حتى يكون هو الذى يبدأ بها قبل زوجها. فلم يزل على ذلك دهرا حتى أهديت عفيرة «١» بنت عفار «٢» الجديسيّة أخت الأسود بن عفار «٣» سيّد جديس إلى بعلها، ويقال: إنّ اسمها الشّموس، فحملت إلى عمليق، فلمّا افترعها وخلّى سبيلها خرجت على قومها فى دمائها شاقّة جيبها عن قبلها ودبرها وهى تقول:

لا أحد أذلّ من جديس ... هكذا يفعل بالعروس

يرضى بهذا يا لقومى حرّ ... أهدى وقد أعطى وسيق المهر

لأخذة الموت كذا لنفسه ... خير من ان يفعل ذا بعرسه

ثم قالت تحرّض جديسا على طسم:

أيصلح ما يؤتى إلى فتياتكم ... وأنتم رجال فيكم عدد الرّمل «٤»

أيصلح تمشى فى الدّماء فتياتكم ... صبيحة زفّت فى النساء إلى البعل

فإن كنتمو لا تغضبوا عند هذه ... فكونوا نساء لا تفيق من الكحل

ودونكم طيب العروس فإنما ... خلقتم لأثواب العرائس وللغسل

فلو أننا كنّا رجالا وكنتم ... نساء لكنّا لا نقرّ على الذّلّ

فقبحا وسحقا للذى ليس دافعا ... ويختال يمشى بيننا مشية الفحل

فموتواء كراما واصبروا لعدوّكم ... لحرب تلظّى بالضّرام من الجزل

ولا تجزعوا فى الحرب يا قوم إنها ... تقوم بأقوام كرام على رجل