للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن جدعان يومئذ مائة رجل على مائة بعير ممن لم تكن له حمولة، فالتقوا، وقد كان لهوازن على كنانة يومان متواليان: يوم شمظة والعبلاء، فحمشت قريش وكنانة، وصابرت بنو مخزوم وبنو بكر، فانهزمت هوازن وقتلت قتلا ذريعا، فقال عبد الله بن الزّبعرى يمدح بنى المغيرة:

ألا لله قوم ... لدت أخت بنى سهم

هشام وأبو عبد ... مناف مدره «١» الخصم

وذو الرّمحين أشباك «٢» ... من القوّة والحزم

فهذان يذودان ... وذا من كثب يرمى

وأبو عبد مناف: هاشم بن المغيرة. وذو الرّمحين: أبو ربيعة بن المغيرة، قاتل يوم شرب برمحين. وأمّهم ريطة بنت سعد بن سهم، فقال فى ذلك جذل الطعان:

جاءت هوازن أرسالا وإخوتها ... بنو سليم فهابوا الموت وانصرفوا

فاستقبلوا بضراب فضّ جمعهم ... مثل الحريق فما عاجوا ولا عطفوا

يوم الحريرة «٣»

ثم جمع هؤلاء وأولئك والتقوا على رأس الحول بالحريرة، وهى حرّة إلى جنب عكاظ، والرؤساء على هؤلاء [وأولئك «٤» ] هم الذين كانوا فى سائر الأيام، وكذلك على المجنبتين إلّا أنّ أبا مساحق بن قيس اليعمرىّ قد كان مات، فكان بعده على بكر بن عبد مناة ابن كنانة أخوه جثامة بن قيس، فكان يوم الحريرة لهوازن على كنانة، وهو آخر الأيام الخمسة التى تزاحفوا فيها، فقتل يومئذ أبو سفيان بن أميّة أخو حرب بن