للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنت أكرم منه نفسا وأبا، أنت ابن كلاب بن مرّة، وقومك بمكة عند البيت الحرام.

فأجمع «١» قصىّ على الخروج، فقالت له أمه: أقم حتى يدخل الشّهر الحرام، فتخرج فى حاجّ العرب، فلما دخل الشهر الحرام خرج مع حاجّ قضاعة حتى قدم مكة، فحجّ وأقام بمكة» .

وكان الذى بلى أمر البيت يومئذ حليل، بن حبشية، بن سلول، بن كعب، ابن عمرو الخزاعى. فخطب إلى حليل بن حبشية ابنته حبّى. فعرف حليل نسبه فزوّجه، وأقام قصىّ معه، فولدت له حبّى أولاده، وهم: عبد مناف، وعبد العزّى، وعبد الدار، وعبد، وبرّة، وتخمر (وهى بالتاء المثناة من فوق وخاء معجمة ساكنة وميم مضمومة وراء) .

فلما انتشر ولده، وكثر ماله، وعظم شرفه هلك حليل، وأوصى بولاية البيت لابنته حبّى. فقالت: إنى لا أقدر على فتح الباب وإغلاقه، فجعلت «٢» ذلك إلى سليم ابن عمرو، بن بوىّ، بن ملكان، وهو أبو غبشأن، ويقال له المحترش، فاشترى قصىّ منه ولاية البيت بزقّ خمر وقعود «٣» ، فضربت به العرب المثل، فقالوا: «أخسر من صفقة أبى غبشان «٤» » . فنازعته خزاعة البيت فانترعه منهم. والله الناصر.