للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوّل اثنين منه من غير تعيين، وقيل ولد فى شهر رمضان لاثنتى عشرة ليلة خلت منه «١» ، وهو العشرون من نيسان سنة ثمانمائة واثنتين للإسكندر ذى القرنين.

والمشهور أنه ولد فى شهر ربيع الأوّل؛ فيقول القائل: كيف يمكن أن تكون حملت به فى أيام التّشريق، وولد فى شهر ربيع الأوّل، والمدّة بينهما إمّا أربعة أشهر، أو ستة عشر شهرا، ولم ينقل إلينا أنه صلى الله عليه وسلم ولد لأقل من تسعة أشهر ولا أكثر منها؟ فالجواب أن الحج إذ ذاك لم يكن محصورا فى ذى الحجّة، بل قد ثبت أنّ أبا بكر الصدّيق رضى الله عنه حج بالناس فى السنة التاسعة من الهجرة، ووافق الحج فى ذى القعدة، فلما حجّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم حجّة الوداع فى السنة العاشرة، خطب فقال فى خطبتة: «ألا إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض «٢» ، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم: ثلاثة متواليات، ذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرّم، ورجب مضر «٣» الذى بين جمادى وشعبان» ، فيمكن أن يكون الحجّ لمّا حملت آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم وافق فى جمادى الآخرة؛ ولا يمتنع هذا والله أعلم.

وروى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن آمنة بنت وهب قالت: لقد علقت به، تعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما وجدت له مشقّة حتى وضعته؛