للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبينما أنا نائمة اللهم أو مهوّمة إذا هاتف يصرخ بصوت صحل صيّت يقول: معشر قريش، إن هذا النبى المبعوث منكم قد أظلّكم أيامه، وهذا إبان نجومه، وفى رواية عنها: مبعوث منكم، وهذا إبان مخرجه فحيّهلا بالخير والخصب، وفى رواية بالحيا والخصب، ألا فانظروا رجلا منكم وسيطا عظّاما جسّاما أبيض بضّا، أوطف الأهداب، سهل الخدّين، أشم العرنين، له فخر يكظم عليه، وسنة تهدى إليه، ألا فليخلص هو وولده وليهبط إليه «١» من كل بطن رجل فليشنّوا «٢» من الماء، وليمسّوا من الطيب، ثم ليستلموا الركن. وفى رواية وليطوفوا بالبيت سبعا، ثم ليرتقوا أبا قبيس فليستسق الرجل، وليؤمّن القوم [ألا وفيهم الطاهر والطيب لذاته، ألا بعثتم إذا شئتم وعشتم] «٣» ، قالت: فأصبحت- علم الله- مذعورة قد اقشعرّ جلدى، ووله عقلى، واقتصصت رؤياى، فوالحرمة والحرم ما بقى أبطحىّ إلا قال: هذا شيبة الحمد، هذا شيبة، وتتامّت «٤» إليه رجالات قريش، وهبط إليه من كل بطن رجل، فشنّوا وطيّبوا «٥» ، واستلموا وطافوا، ثم ارتقوا أبا قبيس، وطفقوا جنابيه ما يبلغ سعيهم مهلة، حتى إذا استوى بذروة الجبل، قام عبد المطلب ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام قد أيفع أو كرب، فقال عبد المطلب: اللهم سادّ الخلّة، وكاشف الكربة، أنت معلم، وفى رواية عالم غير معلّم ومسئول غير مبخّل، وهذه عبدّاؤك وإماؤك عذرات «٦» حرمك يشكون إليك سنتهم «٧» أذهبت الخفّ والظلف، اللهم فأمطرن غيثا مغدقا مريعا؛ فوالكعبة ما راموا حتى تفجّرت السماء بمائها، واكتض «٨»