للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا قصرته «١» ولا أنيابه لفحل قطّ، فهمّ أن يأكلنى. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ذاك جبريل لو دنا لأخذه» .

ومثل هذه القصة أيضا، ما رواه ابن إسحاق قال: قدم رجل من إراش- ويقال إراشة «٢» - بإبل له مكة فابتاعها منه أبو جهل، فمطله بأثمانها، فأقبل الإراشىّ حتى وقف على ناد من أندية قريش، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فى ناحية المسجد جالس، فقال الإراشىّ: يا معشر قريش، من رجل يؤدينى «٣» على أبى الحكم بن هشام؛ فإنّى رجل غريب ابن سبيل، وقد غلبنى على حقّى؛ فقال له القوم: أترى ذلك الرجل الجالس؟

- يريدون رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يهزءون به- اذهب إليه فهو مؤديك عليه؛ فأقبل الإراشىّ حتى وقف على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا عبد الله، إن أبا الحكم قد غلبنى على حقّ لى قبله، وأنا غريب وابن سبيل، ولقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يؤدينى عليه فأشاروا لى إليك، فخذ [لى «٤» ] حقّى منه يرحمك الله، قال: «انطلق إليه» ، وقام معه صلى الله عليه وسلم فلمّا رأوه قام [معه «٥» ] قالوا لرجل ممّن معهم: اتبعه فانظر ماذا يصنع؟ قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه فضرب عليه بابه، فقال: من هذا؟ قال: «محمّد فاخرج إلىّ» فخرج وما فى وجهه رائحة «٦» (أى دم) قد انتقع «٧» لونه فقال: أعط هذا الرجل حقّه