للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويليك النّقصان فى آخر الشّهر ... فيمحوك من أديم السّماء.

فإذا البدر نيل بالهجو، هل يأ ... من ذو الفضل ألسن الشّعراء؟

لا لأجل المديح، بل خيفة الهج ... وأخذنا جوائز الخلفاء!

هذا ما أمكن إيراده فى القمر، فلنذكر خبر عبّاد القمر.

١٥- ذكر عبّاد القمر

قال الشهرستانىّ: عبّاد القمر طائفة من الهنود يسمّون الحندر بكتية [١] ، أى عبّاد القمر. يزعمون أن القمر ملك من الملائكة يستحق التعظيم والعبادة، وإليه تدبير هذا العالم السفلىّ، ومنه نضج الأشياء المتكوّنة واتصالها إلى كمالها؛ وبزيادته ونقصانه تعرف الأزمان والساعات؛ وهو تلو الشمس وقرينها، ومنها نوره، وبالنظر إليها زيادته ونقصانه؛ ومن سنّتهم أنهم اتخذوا صنما على عجلة تجرّه أربعة، [٢] وبيده جوهرة؛ ومن دينهم أن يسجدوا له ويعبدوه، وأن يصوموا النصف من كل شهر، ولا يفطروا حتّى يطلع القمر، ثم يأتون الصنم بالطعام والشراب واللبن، ثم يرغبون إليه وينظرون إلى القمر، ويسألونه حوائجهم؛ فإذا استهل الشهر علوا السّطوح، وأوقدوا الدّخن، ودعوا عند رؤيته، ورغبوا إليه، ثم نزلوا عن السطوح إلى الطعام والشراب والفرح والسرور، ولم ينظروا إليه إلا على وجوه حسنة. وفى نصف الشهر إذا فرغوا من الإفطار، أخذوا فى الرقص واللعب بالمعازف بين يدى الصنم والقمر.


[١] فى الشهرستانى طبع لوندرة: «الجندريكنية» . وأفادنا مترجمه إلى الألمانية أن «چندراكا» معناه القمر فى لغتهم.
[٢] الذى فى الشهرستانى: صنما على صورة عجل وبيد الصم الخ.