للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن إسحاق: نذر ألا يمسّ رأسه ماء من جنابة «١» حتى يغزو محمدا صلّى الله عليه وسلّم.

قال ابن سعد: فخرج فى مائتى راكب، وقيل: فى أربعين راكبا، فمرّ بالعريض،- بينه وبين المدينة نحو من ثلاثة أميال- فقتل رجلا من الأنصار، وأجيرا له، وحرّق أبياتا هناك وتبنا، ورأى أن يمينه قد حلّت، ثم ولّى هاربا، وبلغ ذلك النبىّ صلّى الله عليه وسلّم، فخرج فى مائتى رجل من المهاجرين والأنصار فى أثرهم، وجعل أبو سفيان [وأصحابه «٢» ] يتخفّفون للهرب «٣» فيلقون جرّب السويق «٤» وهى عامّة أزوادهم، فأخذها المسلمون؛ فسمّيت غزوة السويق، ولم يلحقهم وانصرف. وكانت غيبته عن المدينة خمسة أيام.

قال محمد بن إسحاق: بلغ قرقرة الكدر «٥» ثم انصرف راجعا، فقال المسلمون حين رجع بهم: يا رسول الله، أتطمع لنا أن تكون غزوة؟ قال: نعم.

[ذكر غزوة قرقرة الكدر ويقال قرارة الكدر وهى غزوة بنى سليم]

غزاها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للنّصف من المحرّم على رأس ثلاثة وعشرين شهرا من مهاجره، وهى ناحية معدن بنى سليم، وبينه وبين المدينة ثمانية برد، واستخلف على المدينة عبد الله بن أمّ مكتوم، وحمل لواءه علىّ بن أبى طالب، وكان