للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غزاها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى شهر ربيع الأوّل على رأس تسعة وأربعين شهرا من مهاجره، وذلك أنه بلغه صلّى الله عليه وسلّم أن «١»

يومة الجندل جمعا كثيرا، وأنهم يظلمون من مرّ بهم، وأنهم يريدون أن يدنوا من المدينة- وهى طرف من أفواه الشام، بينها وبين دمشق خمس ليال، وبينها وبين المدينة خمس عشرة أوست عشرة ليلة- فندب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الناس، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفارى، وخرج لخمس ليال بقين من شهر ربيع الأوّل فى ألف من المسلمين، فكان يسير الليل ويكمن النهار، ومعه دليل من بنى عذرة، يقال له: مذكور؛ فلما دنا منهم إذا هم مغرّبون، وإذا آثار النّعم «٢»

والشاء، فهجم على ماشيتهم ورعائهم، فأصاب من أصاب، وهرب من هرب. وجاء الخبر أهل دومة الجندل، فتفرّقوا، ونزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بساحتهم، فلم يجد بها أحدا، فأقام بهاأياما، وبث السرايا وفرّقها، فرجعت ولم تصب منهم أحدا «٣»

وأخذ منهم رجل واحد، فسأله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عنهم، فقال: هربوا حيث سمعوا أنك أخذت نعمهم؛ فعرض عليه الإسلام فأسلم، ورجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة لعشر بقين من شهر ربيع الآخر، ولم يلق كيدا.

وفى هذه الغزوة وادع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عيينة بن حصن أن يرعى بتغلمين «٤»

وما والاه إلى المراض «٥»

، والمراض على ستة وثلاثين ميلا من المدينة على طريق الرّبذة.