للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلّم وداه. قال أسامة: أدركته أنا ورجل من الأنصار، فلمّا شهرنا عليه السلاح قال: أشهد أن لا إله إلّا الله؛ فلم ننزع عنه حتّى قتلناه، فلمّا قدمنا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخبرناه خبره؛ فقال: «يا أسامة، من لك بلا إله إلا الله؟ قال: قلت: يا رسول الله، إنه إنما قالها تعوّذا من القتل؛ قال:

«فمن لك بها يا أسامة» ؟ قال: فو الّذى بعثه بالحقّ إنه ما زال يردّدها علىّ حتّى لوددت أنّ ما مضى من إسلامى لم يكن، وكنت أسلمت يومئذ، وأنّى لم أقتله. قال: قلت: أنظرنى يا رسول الله، إنى أعاهد الله ألّا أقتل رجلا يقول: «لا إله إلا الله» أبدا. قال: «يقول بعدى يا أسامة» ، قلت: بعدك، وفى بعض طرق هذا الحديث أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لأسامة حين قال: «يا رسول الله، إنما قالها تعوّذا من القتل» «هلا شققت عن قلبه فتعلم أصادق هو أم كاذب» !.

ذكر سريّة بشير بن سعد الأنصارىّ إلى يمن «١» وجبار «٢»

كانت هذه السريّة فى شوّال سنة سبع من مهاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

وذلك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بلغه أن جمعا من غطفان بالجناب «٣» قد واعدهم عيينة بن حصن ليكون معهم ليزحفوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فدعا بشير بن سعد فعقد له لواء، وبعث معه ثلاثمائة رجل، فساروا حتى أتوا يمن وجبار، وهو نحو الجناب- والجناب يعارض سلاح «٤» وخيبر ووادى القرى- فدنوا