للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر وفد كنانة وبنى عبد بن عدىّ

قالوا: وفد واثلة بن الأسقع الليثىّ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتجهز إلى تبوك، فصلّى معه الصّبح، فقال: «من أنت؟ وما جاء بك؟ وما حاجتك» ؟ فأخبره عن نسبه، وقال: أتيتك لأومن بالله ورسوله؛ [فقال رسول الله: «١» ] «فبايع على ما أحببت وكرهت» . فبايعه ورجع إلى أهله فأخبرهم؛ فقال أبوه: والله لا أكلّمك كلمة أبدا، وسمعت أخته كلامه فأسلمت وجهّزته، فخرج راجعا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فوجده قد سار إلى تبوك.

فقال: من يحملنى عقبة «٢» وله سهمى؟ فحمله كعب بن عجرة حتى لحق برسول الله صلّى الله عليه وسلم، وشهد معه تبوك. وبعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع خالد بن الوليد إلى أكيدر، فجاء بسهمه «٣» إلى كعب بن عجرة، فأبى أن يقبله وسوّغه إياه، وقال: إنما حملتك لله تعالى.

قال: وقدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفد بنى عبد بن عدى، وفيهم الحارث بن أهبان، وعويمر بن الأخرم، وحبيب وربيعة ابنا ملّة، ومعهم رهط من قومهم؛ فقالوا: يا محمد، نحن أهل الحرم وساكنوه «٤» ، وأعزّ من به، ونحن لا نريد قتالك، ولو قاتلت غير قريش قاتلنا معك، ولكنا لا نقاتل قريشا. وإنا لنحبك ومن أنت منه، فإن أصبت منّا أحدا خطأ فعليك ديته، وإن أصبنا أحدا من أصحابك فعلينا ديته. فقال: «نعم» فأسلموا.