للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقدم عشاء، فدخل منزله، فجاء قومه يحيّونه بتحيّة الشّرك، فقال: عليكم بتحية أهل الجنة «السّلام» . ودعاهم إلى الإسلام فخرجوا من عنده يأتمرون به، فلمّا طلع الفجر أوفى على غرفة له فأذّن بالصلاة، فخرجت ثقيف من كل ناحية، فرماه رجل يقال له أوس بن عوف أخو بنى سالم بن مالك- وقيل: بل هو وهب بن جابر رجل من الأحلاف- بسهم فأصاب أكحله «١» فلم يرقأ دمه، فقام أشراف قومه؛ وهم: غيلان بن سلمة، وكنانة بن عبد ياليل، والحكم بن عمرو ابن وهب، ووجوه الأحلاف، فلبسوا السّلاح وحشدوا، فلما رأى عروة ذلك قال: قد تصدّقت بدمى على صاحبه؛ لأصلح بذلك بينكم، وهى كرامة أكرمنى الله بها، وشهادة ساقها الله إلىّ. وقال: ادفنونى مع الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومات فدفنوه معهم، وبلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خبره فقال فيه: «إنّ مثله فى قومه لكمثل صاحب «يس» دعا قومه إلى الله فقتلوه» .

قالوا: ولحق أبو المليح بن عروة، وقارب بن الأسود بن مسعود برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأسلما، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تولّيا من شئتما» فقالا: نتولّى الله ورسوله؛ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«وخالكما أبا سفيان بن حرب» فقالا: وخالنا أبا سفيان.

قال ابن إسحق: ثم أقامت ثقيف بعد ما قتل عروة أشهرا، ثم ائتمروا بينهم، ورأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب، وقد بايعوا وأسلموا. وكان