للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنافقين، وقال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم يمت، ولكن إنما عرج بروحه كما عرج بروح موسى، لا يموت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى يقطع أيدى أقوام وألسنتهم، قال: فما زال عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه، فقال العباس:

إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأسن «١» كما يأسن البشر، وإن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد مات فادفنوا صاحبكم، أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين؟ هو أكرم على الله من ذلك، فإن كان كما تقولون فليس على الله بعزيز أن يبحث عنه التراب فيخرجه إن شاء الله، ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا، أحلّ الحلال، وحرّم الحرام، ونكح وطلّق، وحارب وسالم، وما كان راعى غنم يتبع بها صاحبها رءوس الجبال، يخبط عليها العضاة «٢» بمخبطه ويمدر حوضها بيده، بأنصب ولا أرأب من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان فيكم. وعن عائشة رضى الله عنها قالت:

لما توفّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استأذن عمر والمغيرة بن شعبة فدخلا عليه فكشفا الثوب عن وجهه فقال عمر: أغشيا؟ ما أشدّ غشى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم! ثم قاما فلما انتهيا إلى الباب، قال المغيرة: يا عمر، مات والله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال عمر: كذبت ما مات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكنك رجل تحوسك «٣» فتنة، ولن يموت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى يفنى المنافقين، ثم جاء أبو بكر وعمر يخطب الناس فقال له أبو بكر: اسكت؛ فسكت، فصعد أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قرأ: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ

«٤» ثم قرأ:

وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى