للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال أبو بكر: والذى نفس أبى بكر بيده، لو ظننت أنّ السّباع تخطفنى لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولو لم يبق فى القرى غيرى لأنفذته.

وعن الحسن بن أبى الحسن، قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلّم قبل وفاته بعثا على أهل المدينة ومن حولهم، وفيهم عمر ابن الخطاب، وأمّر عليهم أسامة بن زيد، فلم يجاوز آخرهم الخندق حتى قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فوقف أسامة بالناس، ثم قال [١] لعمر بن الخطاب: ارجع إلى خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فاستأذنه، يأذن لى [أن] [٢] أرجع بالناس، فإنّ معى وجوه الناس وحدهم، ولا آمن على خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وثقل رسول الله وأثقال المسلمين أن يتخطّفهم المشركون.

وقالت الأنصار: فإن أبى إلّا أن نمضى؛ فأبلغه عنّا، واطلب إليه أن يولّى أمرنا رجلا أقدم سنّا من أسامة.

فخرج عمر بأمر أسامة، فأتى أبا بكر، فأخبره بما قال أسامة، فقال أبو بكر: لو خطفتنى الكلاب أو الذّئاب لم أردّ قضاء قضى به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: فإنّ الأنصار أمرونى أن أبلغك أنّهم يطلبون إليك أن تولّى أمرهم رجلا أقدم سنّا من أسامة. فوثب أبو بكر وكان جالسا. فأخذ بلحية عمر، وقال: ثكلتك أمّك وعدمتك يابن الخطاب! استعمله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتأمرنى أن أنزعه!


[١] ص: «ثم قام» .
[٢] تكملة من ص.