للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدّث أبا بكر برؤياه، فأجاز وصيّته [من بعد موته] [١] .

قال: ولا نعلم أحدا أجيزت وصيّته بعد موته غير ثابت بن قيس رحمه الله تعالى.

[ذكر أهل البحرين ومن ارتد منهم وانضم إلى الحطم وما كان من أمرهم]

والحطم اسمة شريح بن ضبيعة. قال أبو عبيدة فى سبب تسميته بالحطم: إنّه [٢] كان غزا اليمن فى جموع جمعها من ربيعة، فغنم وسبى بعد حرب كانت بينه وبين كندة، أسر فيها فرعان ابن مهدىّ بن معدى كرب عمّ الأشعث بن قيس، وأخذ على طريق مفازة؛ فضلّ بهم دليلهم، ثم هرب منهم، ومات فرعان عطشا، وهلك منهم ناس كثيرون بالعطش، وجعل شريح يسوق بأصحابه سوقا حثيثا حتى نجوا، ووردوا الماء؛ فقال فيه رشيد بن رميض هذه الأبيات:

بات يقاسيها غلام كالزّلم ... نام الحداة وابن هند لم ينم

هذا أوان الشّدّ فاشتدّى زيم ... قد لفّها الليل بسوّاق حطم

خدلّج الساقين خفّاق القدم ... ليس براعى إبل ولا غنم

ولا بجزّار على ظهر وضم

فلقّب يومئذ الحطم لذلك.


[١] زيادة من الاستيعاب:
[٢] ك: «أنه كان عن اليمن فى جموع جمعها» ، والمثبت من ص.