للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من قبله، ومواضع من الحمى حماها لهم [١] ، [وهى أمور قد سبق بها لا يصلح غيرها،] [٢] فتابعهم، ونزع [لهم] [٢] عنها (استصلاحا لهم) [٢] ، فلمّا لم يجدوا حجّة ولا عذرا بادروا بالعدوان، فسفكوا الدم الحرام، وأستحلّوا البلد الحرام والشهر الحرام، وأخذوا المال الحرام، والله لإصبع من عثمان خير من طباق الأرض أمثالهم! وو الله لو أنّ الّذى اعتدوا به عليه كان ذنبا لخلص منه كما يخلص الذّهب من خبثة أو الثّوب من درنه إذ ما صوه [٣] كما يماص الثّوب بالماء!» فقال عبد الله بن [عمرو بن] [٤] الحضرمى (وكان عامل عثمان على مكة) : «ها أنا [ذا] [٥] أوّل طالب» ، فكان أوّل مجيب، وتبعه [٦] بنو أميّة على ذلك، وكانوا قد هربوا من المدينة إلى مكة بعد قتل عثمان، وتبعهم سعيد بن العاص والوليد ابن عقبة.


[١] قال عثمان- رضى الله عنه دفاعا عن نفسه: «وأما الحمى فان عمر حمى الحمى قبل لإبل الصدقة فلما وليت زادت إبل الصدقة، فزدت فى الحمى لما زاد فى إبل الصدقة» .
انظر تاريخ ابن جرير الطبرى فى ج ٣ ص سنة ٣٩٠.
[٢] الزيادة من تاريخ ابن جرير ج ٣ ص ٤٦٨.
[٣] فى النهاية: «فى حديث عائشة قالت عن عثمان: مصتموه كما يماص الثوب ثم عدوتم عليه فقتلتموه، الموص: الغسل بالأصابع يقال: مصته أموصه موصا، أرادت أنهم استتابوه عما نقموا منه فلما أعطاهم ما طلبوا قتلوه» .
[٤] هذا هو الصواب، كما ذكراه ابن حجر فى الإصابة ج ٢ ص ٣٥١ وابن جرير وغيره فى أسماء عمال عثمان، وهو غير عبد الله بن عامر بن كريز القرشى وإلى البصرة الذى يأتى مذكره بعد أسطر. وقد جاء فى المخطوطة «عبد الله بن عامر الحضرمى» وهو خطأ وقع أيضا فى نسخ الطبرى وابن الأثير فى هذا الموضع.
[٥] كذا جاء فى تاريخ ابن جرير ج ٣ ص ٦٤٨. ووقع فى المخطوطة: «ها أنا أول طالب» .
[٦] كان عبد الله بن الحضرمى حليفا لبنى أمية.