للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أم مخالفان؟ قالا: متابعان. قال: فأخبرانى ما وجه هذا الإصلاح فو الله لئن عرفناه ليصلحنّ ولئن أنكرناه لا يصلح [١] . قالا:

قتلة عثمان، فإنّ هذا إن ترك كان تركا للقرآن! قال:

«قد قتلتما قتلة عثمان من أهل البصرة، وأنتما قبل قتلهم أقرب إلى الاستقامة منكم اليوم! قتلتم ستّمائة رجل فغضبت لهم ستة آلاف واعتزلوكم، وخرجوا من بين أظهركم، وطلبتم حرقوص بن زهير فمنعه ستة آلاف فارس، فإن تركتموهم كنتم تاركين لما تقولون، وإن قاتلتموهم والّذين اعتزلوكم فأديلو عليكم فالّذى حذرتم وقويتم [٢] به هذا الأمر أعظم ممّا أراكم تكرهون [٣] ، وإن أنتم منعتم مضر وربيعة من هذه البلاد اجتمعوا على حربكم وخذلانكم نصرة لهؤلاء، كما اجتمع هؤلاء لأهل هذا الحدث العظيم والذنب الكبير!» قالت عائشة فما تقول أنت قال «أقول إنّ هذا الأمر دواؤه التسكين، فإذا سكن اختلجوا، فإن أنتم بايعتمونا فعلا خير وتباشير رحمة ودرك بثأر، وإن أبيتم إلّا مكابرة هذا الأمر واعتسافه كانت علامة شرّ وذهاب هذا الثأر [٤] ، فآثروا العافية ترزقوها، وكونوا مفاتيح خيركما كنتم، ولا تعرّضونا للبلاء فتتعرّضوا له فيصرعنا وإيّاكم، وايم الله إنّى لأقول هذا القول وأدعوكم إليه وإنى لخائف أن لا يتمّ حتّى يأخذ الله حاجته من هذه الأمّة التى قلّ


[١] كذا جاء فى النسخة (ن) وجاء فى (ك) : «لئن عرفناه لنصلحن ولئن أنكرناه لا نصلح» .
[٢] كذا جاء فى المخطوطة والكامل، وعند ابن جرير: «قربتم» ، وتأتى بمعنى «طلبتم» .
[٣] قال ابن كثير فى البداية والنهاية ج ص ٢٣٧: يعنى أن الذى تريدونه من قتل قتلة عثمان مصلحة ولكنه يترتب عليه مفسدة هى أربى منها.
[٤] هكذا جاء فى رواية ابن جرير ج ٣ ص ٥٠٣، وجاء فى المخطوطة: «المال»