للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرزبانها فصالحهم ودخلوها، فبعث علىّ عبد الرحمن ابن جرو الطائى فقتله حسكة، فكتب علىّ إلى عبد الله بن عبّاس يأمره أن يولى سجستان رجلا، ويسيّره إليها فى أربعة الآف، فوجّه ربعىّ [١] بن كأس العنبرى، ومعه الحصين بن أبى الحرّ العنبرى، فلمّا ورد سجستان قاتلهم حسكة فقتلوه وضبط ربعى البلاد.

قال ابن الأثير [٢] وكان فيروز حصين ينسب إلى الحصين ابن أبى الحر هذا، وهو من سجستان.

[ذكر خبرهم [٣] بعد صفين]

قد ذكرنا فى وقعة صفين أنه لمّا رفعت المصاحف، تكلّم أولئك القوم مع علىّ بما ذكرناه، وأبوا إلّا ترك الحرب والرجوع إلى كتاب الله، وموافقة علىّ رضى الله عنه لهم فيما رأوه، على كره منه.

فلما رجع علىّ من صفّين بعد كتابة الصحيفة، خالفت عليه الحروريّة [٤] وأنكروا تحكيم الرجّال، ورجعوا على غير الطريق الذى أقبلوا فيه، أخذوا على طريق البرّ وعادوا وهم أعداء متباغضون، يقطعون الطريق بالتشاتم والتضارب بالسياط، يقول الخوارج: يا أعداء الله أدهنتم فى أمر الله! ويقول الآخرون: فارقتم إمامنا وفرّقتم جماعتنا! فلمّا انتهى علىّ إلى الكوفة فارقته الخوارج وأتت حروراء [٥] فنزل بها


[١] ربعى بن كأس: كأس أمه وهى من أشراف العرب، وهو ربعى بن عامر التيمى.
[٢] فى الكامل ج ٣ ص ١٣٥.
[٣] كذا جاء فى ك «، وجاء فى (ن) : «سيرهم» .
[٤] زاد ابن الأثير فى الكامل ج ٣ ص ١٦٣: «وخرجت، وكان ذلك أول ما ظهرت»
[٥] نقل ابن أبى الحديد ج ١ ص ٢١٥ عن كتاب صفين: «خرجوا إلى صحراء.
بالكوفة تسمى حروراء» .