للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكوفة ونفى الأعاجم وتولّى قتال الفرس [١] كما تقدم ذكر ذلك فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

وكان أميرا على الكوفة، قشكاه أهلها ورموه بالباطل، فدعا على الذى واجهه بالكذب دعوة ظهرت إجابته فيها.

ولمّا جعله عمر بن الخطاب فى أصحاب الشّورى قال: إن وليها سعد فذاك وإلّا فليستعن به الوالى فإنى لم أعزله عن عجز ولا خيانة.

وكلّمه ابنه عمر بن سعد أن يدعو لنفسه بعد مقتل عثمان فأبى.

وكان رضى الله عنه ممّن لزم بيته وقعد فى الفتنة، وأمر أهله أن لا يخبروه من أخبار الناس بشىء حتّى تجتمع الأمة على إمام، فطمع معاوية فيه وفى عبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة، فكتب إليهم [٢] يدعوهم إلى عونه على الطلب بدم عثمان، ويقول لهم إنهم لا يكفّرون ما أتوه من قتله وخذلانه إلّا بذلك، وقال: إن قاتله وخاذله سواء، فى نثر ونظم كتب به إليهم، فأجابه كلّ واحد منهم يرد عليه ما جاء به من ذلك، وينكر عليه مقالته، ويعرّفه أنه ليس بأهل لما يطلبه، وكان فى جواب سعد:

معاوى داؤك الداء العياء ... وليس بما تجىء به دواء

أيدعونى أبو حسن علىّ ... فلم أردد عليه ما يشاء

وقلت له اعطنى سيفا قصيرا ... تماز به العداوة والولاء


[١] عبارة أبى عمر: «وتولى قتال فارس، أمره عمر بن الخطاب على ذلك، ففتح الله على يديه أكثر فارس، وله كان فتح القادسية وغيرها» .
[٢] انظر شرح ابن أبى الحديد لنهج البلاغة ج ١ ص ٢٦٠.