للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثلاثين، وبويع له بعد وفاة علىّ رضى الله عنه فى ذى الحجة سنة أربعين ببيت المقدس، قاله أبو بشر الدّولابى [١] رحمة الله عليه، ثم بويع له البيعة العامّة بالكوفة بعد أن خلص له الأمر وتسلّمه من الحسن بن علىّ رضى الله عنهما، على ما تقدم، فى سنة إحدى وأربعين، فى شهر ربيع الأول لخمس بقين منه [وقيل: فى ربيع الآخر] [٢] .

وقيل: جمادى الأولى..

ولنبدأ من أخباره بما كان منها فى خلافة علىّ رضى الله عنه، ممّا لم نذكره هناك، ثم نذكر من أخباره بعد أن خلص له الأمر، فنبدأ هناك بما وقع فى أيّامه من الغزوات والفتوحات، ثم نذكر أخبار الخوارج عليه، ثم حوادث السنين خلاف ذلك على نحو ما قدمناه فى أخبار غيره، إن شاء الله تعالى.

[ذكر قدوم عمرو بن العاص على معاوية وصلحه معه]

كان عمرو بن العاص قد فارق المدينة وقدم إلى فلسطين فى آخر أيام عثمان، فأقام هناك حتى قتل عثمان بن عفان رضى الله عنه، وقد ذكرنا فى خلافة عثمان سبب خروج عمرو، فلما أتاه الخير بقتل عثمان قال: «أنا أبو عبد الله، أنا قتلته وأنا بوادى السبع [٣]


[١] هو محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد الرازى الدولابى، ولعل بعض أجداده نسب إلى عمل الدولاب الذى يستقى به الماء، وهناك بعض المواضع يسمى «الدولاب» فهل نسب أبو نشر إليه مع كونه من الرى؟
[٢] ثبتت هذه الجملة فى النسخة (ن) ، وسقطت من النسخة (ك) .
[٣] السبع بسكون الباء وفتحها، قال ياقوت: السبع: ناحية فى فلسطين بين بيت المقدس والكرك، فيه سبع آبار، سمى الموضع بذلك، وكان ملكا لعمرو بن العاص، أقام به لما اعتزل الناس، وأكثر الناس يروى هذا الموضع بفتح الباء.