للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن يل هذا الأمر طلحة فهو فتى العرب سيبا، وإن يله ابن أبى طالب فهو أكره من يليه إلى!» .

فأتاه الخبر ببيعة على، فاشتد عليه، فأقام ينتظر ما يصنع الناس، فأتاه خبر مسير عائشة وطلحة والزبير، فأقام ينتظر ما يصنعون، فأتاه خبر وقعة الجمل، فأرتج عليه.

فسمع أن معاوية امتنع من بيعة على رضى الله عنه وأنه يعظم شأن عثمان، فدعا ابنيه [١] ، فاستشارهما، وقال: «ما تريان؟

أما على فلا خير عنده، وهو يدل بسابقته، وهو غير مشركى فى أمره» .

فقال له ابنه عبد الله: «يا أبت، توفى النبى صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وهم عنك راضون، فأرى أن تكف يدك وتجلس فى بيتك حتى يجتمع الناس» . وقال له محمد: «يا أبت، أنت ناب [٢] من أنياب العرب، ولا أرى أن يجتمع هذا الأمر وليس لك فيه صوت» [٣] . فقال عمرو: «أما أنت يا عبد الله فأمرتنى بما هو خير لى فى دينى، وأما أنت يا محمد فأمرتنى بما هو خير لى فى دنياى وشرّ لى فى آخرتى» .

ثم خرج ومعه ابناه حتّى قدم على معاوية (وقيل: إنه ارتحل من فلسطين وهو يبكى كما تبكى المرأة، ويقول: واعثماناه! أنعى الحياء والدّين، حتى قدم دمشق) فوجد أهل الشام يحضّون معاوية على الطلب بدم


[١] فى الكامل لابن الأثير- حيث نقل المؤلف- ج ٣ ص ١٤١: «فدعا ابنيه عبد الله، ومحمدا» وقد ذكر ابن عبد البر فى الاستيعاب ج ٣ ص ٣٤٦ قول الواقدى:
محمد بن عمرو بن العاص شهد صفين وقاتل فيها ولم يقاتل أخوه عبد الله، وقال الزبير مثل ذلك.
[٢] الناب: سيد القوم. وفى الإصابة ج ٣ ص ٣٨١ «أنت فارس أبيات العرب» .
[٣] كذا جاء فى المخطوطة والكامل لابن الأثير، وجاء فى الإصابة: «ذكر» .