للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ

[١] يملكها بعدك بنو أميّة، وقد خرّج هذا الحديث [٢] أهل الصحة. وكانت دولة بنى أمية ألف شهر.

[ذكر صلح معاوية وقيس بن سعد بن عبادة]

فى هذه السنة تم الصلح بين معاوية وقيس بن سعد، وكان قيس قد خرج على مقدمة الحسن فى اثنى عشر ألفا كما ذكرنا.

وقيل: إن عبيد الله بن عباس كان على مقدمته، وكان قيس بن سعد على مقدمة عبيد الله، فلمّا علم عبيد الله ما عزم عليه الحسن من تسليم الأمر إلى معاوية كتب إليه يسأل الأمان لنفسه وعلى ما أصاب من مال وغيره، فأجابه إلى ذلك، وفارق عبيد الله جنده وتركهم بغير أمير، فأمّروا عليهم قيس بن سعد، وتعاقدوا على قتال معاوية حتى يشرط له ولهم على ما أصابوا من الدماء والأموال، فراسله معاوية فى الدخول فى طاعته، وأرسل إليه بسجلّ وختم أسفله، وقال: اكتب فيه ما شئت فهو لك، فاشترط لنفسه ولشيعة علىّ الأمان على ما أصابوا من الدماء والأموال، ولم يشترط مالا، فأعطاه ذلك، ودخل قيس فى طاعة معاوية.


[١] الآيات ١، ٢، ٣ من سورة القدر.
[٢] هذا الحديث رواه الترمذى فى تعليقات ج ١٢ ص ٢٥٢- ٢٥٣ عن محمود ابن غيلان عن أبى داود الطيالسى عن القاسم بن الفضل الحدانى عن يوسف بن سعد، ثم قال:
«هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل، وقد قيل عن القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن، والقاسم بن الفضل الحدانى هو ثقة، وثقة يحيى ابن سعيد وعبد الرحمن بن مهد، ويوسف بن سعد رجل مجهول، ولا نعرف هذا الحديث على هذا اللفظ إلا من هذا الوجه» .، ورواه ابن جرير الطبرى فى تفسيره ج ٣٠ ص ١٤٣ وإن كان لم يرجحه. ورواه الحاكم والطبرانى والبيهقى فى الدلائل، وذكر الآلوسى فى تفسيره ج ٣٠ ص ١٨٨ قول المزنى فيه: «حديث منكر» ثم تردد فى هذا القول.