للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يستزيره، فجاء إليه، فرده إلى [١] عمله، فلما ودعه قال له معاوية:

«إنى سائلك ثلاثا [فقل: هنّ لك» .] [٢] قال: هنّ لك وأنا ابن أم حكيم [٣] فقال: ترد علىّ عملى ولا تغضب. قال: قد فعلت. قال: وتهب لى مالك بعرفة. قال: قد فعلت. قال: وتهب لى دورك بمكّة. قال قد فعلت. قال: وصلتك رحم! قال ابن عامر: «يا أمير المؤمنين إنى سائلك ثلاثا، فقل هنّ لك» . قال هنّ لك وأنا ابن هند، قال: ترد علىّ مالى بعرفة. قال: قد فعلت. قال: ولا تحاسب لى عاملا ولا تتبع لى أثرا. قال: قد فعلت. قال: وتنكحنى ابنتك هند. قال: قد فعلت.

ويقال: إن معاوية قال له: «اختر إمّا أن أتبع أثرك وأحاسبك بما صار إليك وأردك إلى العمل، أو أعز لك وأسوّغك ما أصبت» .

فاختار العزل وأن يسوّغه ما أصاب، فعزله، واستعمل الحارث ابن عبد الله الأزدى، وكان ابن عامر قد استعمل على خراسان، قبل مقدمه عبد الله بن أبى شيخ اليشكرى، وقيل: بل استعمل عليها طفيل بن عوف اليشكرى.


[١] عند الطبرى وابن الأثير «على» .
[٢] الزيادة من ابن جرير فى تاريخه وابن الأثير فى الكامل ج ٣ ص ٢١٩.
[٣] كانت أم عامر والد عبد الله هى أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم.