للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان قد سألها ذلك فى مرضه، فلمّا مات منع من ذلك مروان بن الحكم وبنو أميّة.

وروى [١] أبو عمر: أن الحسن لما حضرته الوفاة قال للحسين أخيه: «يا أخى إن أباك رحمه الله لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم استشرف لهذا الأمر رجاء أن يكون صاحبه، فصرفه الله عنه، وولّاها أبا بكر، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوّف لها أيضا، فصرفت عنه إلى عمر، فلما احتضر عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم، فلم يشكّ أنها لا تعدوه، فصرفت عنه إلى عثمان، فلما هلك عثمان بويع له، ثم نوزع حتّى جرّد السيف، وطلبها، النبوّة والخلافة [٢] ، فلا أعرفنّ ما استخفّك سفهاء أهل الكوفة:

فأخرجوك، وإنى قد كنت طلبت إلى عائشة إذا متّ أن تأذن لى فأدفن فى بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: نعم، وإنى لا أدرى لعلها كان ذلك منها حياء [٣] ، فإن طابت نفسها فادفنّى فى بيتها، وما أظن إلّا أن القوم سيمنعونك إذا أردت ذلك، فإن فعلوا فلا تراجعهم فى ذلك، وادفنّى فى بقيع الغرقد، فإن لى بمن فيه أسوة فلمّا مات الحسن رضى الله عنه أتى الحسين عائشة فطلب ذلك إليها


[١] فى الاستيعاب ج ١ ص ٣٧٦.
[٢]
روى الشيرازى فى الألقاب عن أم سلمة رضى الله عنها، قالت: إن عليا وفاطمة والحسن والحسين دخلوا على النبى صلى الله عليه وسلم فسألوه الخلافة. فقال: «ما كان الله ليجمع فيكم أمرين: النبوة والخلافة»
. ذكره فى البيان والتعريف.
[٣] زاد صاحب الاستيعاب: «فإذا أنامت فاطلب ذلك إليها» .