للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال، أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت، شديد الأخوّة لمن آخيت.

وكان المغيرة كثير الزواج، قال أبو عمر [١] : قال نافع أحصن المغيرة ثلاثمائة امرأة فى الإسلام. قال [٢] : وغيره [٣] يقول: ألف امرأة ولمّا حضرته الوفاة استخلف على الكوفة ابنه عروة، وقيل: استخلف جريرا، فولّى معاوية زيادا.

[ذكر ولاية زياد الكوفة]

قال [٤] : ولما مات المغيرة استعمل معاوية زيادا على الكوفة، وهو أوّل من جمع له بين الكوفة والبصرة، فسار إلى الكوفة، واستخلف على البصرة سمرة بن جندب، فكان زياد يقيم بالكوفة ستة أشهر، وبالبصرة ستة أشهر.

ولمّا وصل الكوفة خطبهم، فحصب وهو على المنبر، فجلس حتّى أمسكوا، ثم دعا قوما من خاصّته فأمرهم فأخذوا أبواب المسجد ثم قال:

ليأخذنّ كلّ رجل منكم جليسه، ولا يقولنّ لا أدرى من جليسى.

ثم أمر بكرسى فوضع [٥] على باب المسجد، ثم دعاهم أربعة أربعة يحلفون: ما منّا من حصبك، فمن حلف خلّاه، ومن لم يحلف حبسه، حتى صاروا ثلاثين، وقيل: ثمانين، فقطع أيديهم، واتخذ زياد المقصورة حين حصب.


[١] فى الاستيعاب ج ٣ ص ٣٨٩.
[٢] أبو عمر يرويه فى الاستيعاب عن ابن وضاح.
[٣] غير نافع.
[٤] ابن الأثير فى الكامل ج ٣ ص ٢٢٨.
[٥] عند ابن جرير ج ٤ ص ١٧٥ «فوضع له» .