للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرجا ومخرجا، والسلام عليك» . ثم قال للناس: اغدوا على أعطياتكم وما لكم، فقسمه بينهم [١] ، ثم قال: اللهم إن كان لى عندك خير فاقبضنى إليك. فمات، واستخلف لمّا حضرته الوفاة أنس بن أبى أناس.

وحج بالناس فى هذه السنة معاوية، وقيل: بل حج ابنه يزيد.

وفيها توفى عثمان بن أبى العاص الثقفى، وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس، وأبو موسى الأشعرى، وقيل: سنة اثنتين وخمسين، وتوفى غيرهم من الصحابة [٢] رضى الله عنهم.

[سنة احدى وخمسين]

فى هذه السنة استعمل زياد بن أبيه الربيع بن زياد الحارثى على خراسان بعد وفاة الحكم، وكان الحكم قد استخلف أنس بن أبى أناس كما ذكرنا فعزله زياد، وولى خليد بن عبد الله الحنفى، ثم عزله، وولى الربيع فى أول سنة إحدى وخمسين، وسير معه خمسين ألفا بعيالهم من أهل الكوفة والبصرة، منهم بريدة بن الحصيب وأبو برزة، ولهما صحبة، فسكنوا خراسان، فلمّا قدمها غزا بلخ ففتحها صلحا، وكانت قد أغلقت بعد ما صالحهم الأحنف، وفتح قهستان عنوة وقتل من بناحيتها من الأتراك، وبقى منهم نيزك طرخان فقتله قتيبة بن مسلم فى لايته.

والله ولى التوفيق.


[١] أى: قسم بينهم ما غنموه من الغنائم مع عزله مقدار الخمس.
[٢] ممن توفى فى هذه السنة سعد بن أبى وقاص- على أحد الأقوال- وحسان بن ثابت وكعب بن مالك وعقيل بن أبى طالب ودحية بن خليفة الكلبى وزيد بن خالد الجهنى ومدلاج ابن عمرو السلمى.