للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها استعمل يزيد بن معاوية سلم بن زياد على خراسان وسجستان، وعزل عنهما أخويه: عبد الرحمن وعبّادا ابنى زياد، فكتب عبيد الله [١] بن زياد إلى أخيه عباد [٢] يخبره بولاية سلم، فقسم عباد ما فى بيت المال على عبيدة، وفضل فضل فنادى: من أراد سلفا فلياخذ، فأسلف كلّ من أتاه، وخرج عن سجستان، فلما كان بجيرفت [٣] بلغه مكان أخيه سلم، وكان بينهما جبل، فعدل عنه، فذهب لعباد تلك الليلة ألف مملوك، أقلّ ما مع أحدهم عشرة آلاف، وسار عباد حتى قدم على يزيد، فسأله عن المال، فقال: كنت صاحب ثغر فقسمت ما أصبت بين الناس.

قال: ولما سار سلم إلى خراسان كتب يزيد إلى عبيد الله بن زياد معه [٤] بنخبة ستة آلاف فارس، وقيل ألفين، فكان سلم ينتخب الوجوه [والفرسان [٥]] ، فخرج معه عمران بن الفضيل البرجمى والمهلّب بن أبى صفرة وطلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعى وغيرهم، وسار حتّى قدم خراسان، وعبر النهر غازيا، وكان عمال خراسان قبله يغزون، فإذا دخل الشتاء رجعوا إلى مرو الشاهجان [٦] ، فإذا


[١] كذا جاء «عبيد الله» فى النسخة (ن) مثل الكامل ح ٣ ص ٣٠٣ وتاريخ الطبرى ٤ ص ٣٦١، وجاء فى النسخة (ك) «عبد الرحمن» .
[٢] وكان له صديقا.
[٣] جيرفت: مدينة بكرمان.
[٤] عبارة ابن الأثير «كتب معه يزيد إلى أخيه عبيد الله بن زياد» ، وعبارة الطبرى «قدم سلم بن زياد بكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله» .
[٥] الزيادة من تاريخ الطبرى ج ٤ ص ٣٦٢.
[٦] مرو الشاهجان هى مرو العظمى، و «الشاهجان» كلمة فارسية معناها: نفس السلطان، لأن «جان» هى نفس أو روح، والشاه هو السلطان، سميت بذلك لجلالتها عندهم.