للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعث إلى عمرو بن سعيد الأشدق، فأقرأه الكتاب وأمره بالمسير فى الناس، فقال قد كنت ضبطت لك الأمور والبلاد، فأما الآن إذ صارت دماء قريش تهراق بالصعيد فلا أحبّ أن أتولّى ذلك.

فبعث إلى عبيد الله بن زياد، فأمره بالمسير إلى المدينة ومحاصرة عبد الله بن الزبير بمكة، فقال: «والله لا أجمعهما [١] للفاسق:

قتل ابن بنت رسول الله وغزو الكعبة!» ثم أرسل إليه يعتذر.

فبعث إلى مسلم بن عقبة المرّى [٢] وهو شيخ كبير مريض فأخبره الخبر، فقال: أما يكون بنو أميّة [ومواليهم وأنصارهم بالمدينة] [٣] ألف رجل؟ قال: بلى؛ قال: «أما استطاعوا أن يقاتلوا ساعة من نهار؟ ليس هؤلاء بأهل أن ينصروا فإنهم أذلّاء! دعهم يا أمير المؤمنين حتّى يجهدوا أنفسهم فى جهاد عدوّهم، ويتبيّن لك من يقاتل على طاعتك ومن يستسلم» ؛ قال: «ويحك! إنه لا خير فى العيش بعدهم! فاخرج بالناس» .

وقيل: إن معاوية قال ليزيد: إن لك من أهل المدينة يوما، فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة، فإنه رجل قد عرفت نصيحته، فأمره بالمسير إليهم.

فنادى فى الناس بالتجهيز إلى الحجاز وأن يأخذوا عطاءهم ومعونة مائة دينار لكل رجل؛ فانتدب لذلك اثنا عشر ألفا، وساروا مع


[١] جاء فى النسخة (ن) : «لاجمعتهما» .
[٢] هو مسلم بن عقبة بن رباح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن يربوع بن غيظ بن مرة، فهو منسوب إلى «مرة» ، وقد قال عند موته «لبنى مرة زراعتى التى بحوران صدقة على مرة» ووقع فى النسخة (ن) : «المزنى» .
[٣] الزيادة من تاريخ الطبرى ج ٤ ص ٣٧١.