للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال [١] : ولمّا كان فى آخر إمارتة أمر فنودى: «الصلاة جامعة» فاجتمع الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال «أمّا بعد، فإنى ضعفت عن أمركم، فابتغيت لكم مثل عمر بن الخطاب حين استخلفه أبو بكر رضى الله عنهما فلم أجده، فابتغيت ستة من أهل الشورى فلم أجد، فأنتم أولى بأمركم، فاختاروا له من أحببتم» . ثم دخل منزله وتغيّب حتّى مات، فقيل: مات مسموما، وصلّى عليه الوليد بن عتبة بن أبى سفيان، ثم طعن [٢] الوليد فمات من يومه.

وقيل: إنه لمّا كبّر تكبيرتين مات قبل انقضاء الصلاة، فتقدم مروان بن الحكم فصلّى عليه.

وقيل: إنه أوصى أن يصلّى بالناس الضحّاك بن قيس حتى يقوم لهم خليفة.

وقيل له عند الموت:! اعهد إلى خالد بن يزيد، فقال: والله ما ذقت حلاوة خلافتكم، فكيف أتقلّد وزرها من بعدى [٣] ! ولم يكن لمعاوية هذا ولد.

وكان نقش خاتمه: «الدنيا غرور» [٤] .

وكانت وفاته لخمس بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين.


[١] ابن الأثير فى الكامل ٣ ص ٣١٩.
[٢] طعن: أصابه الطاعون.
[٣] جاء فى الكامل أن معاوية بن يزيد قال: «لا أتزود مرارتها واترك لبنى أمية حلاوتها» .
[٤] كذا جاء فى الأصل وجاء فى التنبيه والإشراف: «وكان نقش خاتمه: «بالله ثقة معاوية» .. وكتب له زمل بن عمرو العذرى وسليمان بن سعيد الخشنى وسرجون النصرانى، وقاضيه: أبو إدريس الخولالى، وحاجبه: صفوان مولاه..