للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأنه كان من شرفه إذا اعتمّ بعمامة بمكّة لا يعتمّ «١» أحد بلونها إجلالا له، وكان يكنى بأبى أحيحة، وفى ذلك يقول الشاعر:

أبو أحيحة من يعتمّ عمّته ... يضرب ولو كان ذا مال وذا حسب

وكان سعيد بن العاص والد عمرو من أشراف قريش ممن جمع له السخاء والفصاحة، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان بن عفان رضى الله عنه، واستعمله عثمان على الكوفة، وغزا بالناس طبرستان «٢» فافتتحها. ويقال: إنه افتتح أيضا جرجان فى سنة [٢٩ هـ] تسع وعشرين أو سنة ثلاثين، وغزا أذربيجان «٣» لما انتقضت فافتتحها، ثم عزله عثمان، واستعمل الوليد، فمكث مدة، ثم شكاه أهل الكوفة، فعزله، وردّ سعيدا، فردّه أهل الكوفة، وكتبوا إلى عثمان: لا حاجة لنا فى سعيدك ولا وليدك، وكان فى سعيد تجبّر وغلظ وشدّة سلطان.

ولما قتل عثمان بن عفّان كان سعيد والد عمرو ممن لزم بيته، واعتزل حرب الجمل وصفّين، فلما اجتمع الناس على معاوية ولّاه المدينة، ثم عزله وولّاها مروان بن الحكم، وكان يعاقب بينه وبين مروان فى ولاية المدينة، وفيه يقول الفرزدق «٤» :