للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من صحبنا فليصحبنا لخمس «١» ، وإلّا فلا يقربنا: يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها، ويعيننا على الخير بجهده، ويدلّنا على ما لا نهتدى إليه من الخير، ولا يغتابنّ أحدا، ولا يعترض فيما لا يعنيه.

فانقشع الشعراء والخطباء، وثبت عنده الفقهاء والزّهّاد، وقالوا:

ما يسعنا أن نفارق هذا الرجل حتى يخالف قوله فعله.

ولما ولى أحضر قريشا ووجوه الناس فقال: إنّ فدك «٢» كانت بيد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [فكان] «٣» يضعها حيث أراه الله، ثم وليها أبو بكر كذلك، وعمر كذلك، ثم أقطعها مروان.

ثم إنها صارت لى، ولم يكن من مالى أعود علىّ منها، وإنى أشهدكم أنى قد رددتها على ما كانت عليه فى عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

قال: فيئس الناس من الظّلم.

وأخذ من أهله ما بأيديهم، وسمّى ذلك مظالم، ففزع بنو أمية إلى عمّته فاطمة بنت مروان فأتته، فقالت [له] «٤» : تكلّم أنت يا أمير المؤمنين. قال: إن الله بعث محمدا صلّى الله عليه وسلّم إلى الناس كافة «٥» ، ثم اختار له ما عنده، وترك للناس نهرا شربهم سواء، ثم ولى أبو بكر فترك النهر على حاله، ثم ولى عمر فعمل عملهما، ثم لم يزل النهر يستقى منه يزيد