للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه بثق البثوق على الضياع، ثم خرج حسّان إلى هشام، فقال له:

إنّ خالدا بثق البثوق على ضياعك، فوجّه هشام من ينظر إليها. وقال حسان «١» لخادم من خدم هشام: إن تكلّمت بكلمة أقولها لك حيث يسمع هشام فلك عندى ألف دينار. قال: فعجلها فأعطاه، وقال له:

تبكّى صبيا من صبيان هشام، فإذا بكى فقل له: اسكت، فكأنك ابن خالد الذى غلّته عشرة آلاف «٢» ألف.

ففعل الخادم، فسمعها هشام، فسأل حسان «٣» عن غلّة خالد فقال: ثلاثة عشر ألف ألف، فوقرت فى نفس هشام.

وقيل: بل كانت غلّته عشرين ألف ألف، وإنه حفر بالعراق الأنهار، ومنها نهر «٤» خالد وناجوى «٥» وبارمانا، والمبارك «٦» والجامع، وكورة سابور، والصلح، وكان كثيرا ما يقول: إنّى مظلوم ما تحت قدمى شىء إلّا وهو لى- يعنى أن عمر جعل لبجيلة ربع [خمس] «٧» السواد، وأشار عليه العريان بن الهيثم وبلال بن أبى بردة بعرض أملاكه على هشام ليأخذ منها ما أراد، ويضمنان له الرّضا، فإنهما بلغهما تغيّر هشام عليه، فلم يفعل ولم يجبهم إلى شىء.

وقيل لهشام: إنّ خالدا قال لولده: ما أنت بدون مسلمة بن هشام، وقد كان يذكر هشاما، فيقول: ابن الحمقاء.