للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على ثلاثين ألف قتيل. وقتل إبراهيم بن سليمان أكبر ولده، وخالد ابن هشام المخزومى خال هشام بن عبد الملك، وادعى كثير من الجند الأسرى أنهم عبيد؛ فكفّ عن قتلهم، وأمر ببيعهم فيمن يزيد.

ومضى سليمان إلى حمص، وانضمّ إليه من أفلت ممّن كان معه، فعسكر بها، وبنى ما كان مروان هدمه من سورها؛ وسار مروان إلى حصن الكامل، فحصر من فيه، وأنزلهم على حكمه، فمثّل بهم، وأخذهم أهل الرّقّة فداووا جراحاتهم، فهلك بعضهم وكانت عدّتهم نحو ثلاثمائة «١» .

ثم سار إلى سليمان، فقال بعضهم لبعض: حتى متى ننهزم من مروان، فتبايع تسعمائة من فرسانهم على الموت، وساروا بأجمعهم مجمعين على أن يبيّتوه إن أصابوا منه غرّة، وبلغه خبرهم فتحرز منهم، فلم يمكّنهم أن يبيّتوه، وزحف على احتراز وتعبئة، فكمنوا فى زيتون فى طريقه، فخرجوا عليه وهو يسير على تعبئته، فوضعوا السلاح فيمن معه، فنادى مروان خيوله، فرجعت إليه، فقاتلوا من لدن ارتفاع النهار إلى بعد العصر، فانهزم أصحاب سليمان وقتل منهم نحو ستة آلاف.

فلما بلغ سليمان هزيمتهم خلّف أخاه سعيدا بحمص، ومضى هو إلى تدمر، فأقام بها، ونزل مروان على حمص، فحاصر أهلها عشرة أشهر، ونصب عليهم نيّفا وثمانين منجنيقا يرمى بها الليل والنهار، وهم يخرجون إليه فى كل يوم فيقاتلونه.