للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال المبرّد: المثل مأخوذ من المثال وهو قول سائر، شبّه به حال الثانى بالأوّل والأصل فيه التشبيه. قال: وقولهم مثل بين يديه، إذا انتصب؛ معناه أشبه الصورة المنتصبة. وفلان أمثل من فلان، أى أشبه.

والمثال: القصاص، لتشبيه حال المقتصّ منه بحال الأوّل.

وقال ابن السّكّيت: المثل لفظ يخالف لفظ المضروب له ويوافق معناه.

وقال إبراهيم النظّام: يجتمع في المثل أربع لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه، وجودة الكناية فهو نهاية البلاغة.

وقال ابن المقفّع: إذا جعل الكلام مثلا كان أوضح للمنطق، وآنق للسمع، وأوسع لشعوب الحديث.

وأوّل ما نبدأ به من ذلك ما تمثّل به من أقوال سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

فمن ذلك قوله صلّى الله عليه وسلم وهو مما لم يسبق إليه:

«إيّاكم وخضراء الدّمن» فقيل له: وما ذاك يا رسول الله؟ فقال: «المرأة الحسناء فى منبت السّوء!» «كلّ الصيد في جوف الفرا» قاله لأبى سفيان يتألّفه على الإسلام.

«مات فلان حتف أنفه» .

«لا ينتطح فيه عنزان» .

«إن المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى» المنبتّ: المنقطع عن أصحابه في السفر؛ والظهر: الدابّة، قاله في الغلوّ في العبادة.