للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيبان وأصحابه فى السفن إلى عمان وهم صفريّة، فقاتلهم الجلندى وأصحابه وهم أباضيّة، واشتد القتال بينهم فقتل شيبان ومن معه، وقد ذكرنا فى سنة تسع وعشرين ومائة فى أخبار مروان بن محمد قتل شيبان هذا، وليس هو شيبان الذى قتل بخراسان، ذاك شيبان بن سلمة، ثم سار خازم فى البحر بمن معه حتى أرسوا بساحل عمان، فخرجوا فلقيهم الجلندى وأصحابه، فاقتتلوا قتالا شديدا وكثر القتل بينهم، ثم اقتتلوا من الغد فقتل من الخوارج نحو تسعمائة، وأحرقوا منهم نحو تسعين رجلا، ثم التقوا بعد سبعة أيام من مقدم خازم، وجعلوا النفط على أسنة رماحهم، وأضرموا بيوت أصحاب الجلندى وكانت من خشب فاحترقت، واشتغلوا بها وبمن فيها من أولادهم وأموالهم، فحمل عليهم أصحاب خازم فقتل الجلندى، وبلغ عدة القتلى عشرة آلاف، فبعث برءوسهم إلى البصرة ثم إلى السفاح، واستقدم خازما بعد ذلك بشهر فقدم عليه.

وفيها وجّه السفاح موسى بن كعب إلى السند «١» لقتال منصور بن جمهور، فسار إليه والتقوا فانهزم منصور ومن معه، فمات عطشا فى الرمال، وقيل أصابته بطنة فمات، وسمع خليفته على السند بهزيمته فرحل بعيال منصور، فدخل بهم بلاد الخزر.

وفيها توفى محمد بن يزيد وهو على اليمن، فاستعمل السفاح مكانه على ابن الربيع بن عبيد الله «٢» . وفيها تحوّل السفاح من الحيرة إلى الأنبار فى ذى الحجة. وفيها ضرب المنار «٣» والأميال من الكوفة إلى مكة المشرفة. وحج بالناس عيسى بن موسى وهو على الكوفة.

[ودخلت سنة خمس وثلاثين ومائة]

.