للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرجع، وسيّر أخاه صالحا ليحج بالناس، ولحق الناس عطش شديد حتى كادوا يهلكون.

[ودخلت سنة خمس وستين ومائة.]

فى هذه السنة: سير المهدى ابنه الرشيد لغزو الروم فى خمسة وتسعين ألفا وتسعمائة وثلاثة وتسعين رجلا ومعه الربيع، فوعك الرشيد فى بلاد الروم، ولقيه عسكر نقيطا «١» قومس القوامسة، فبارزه يزيد بن مزيد الشيبانى «٢» فأثخنه يزيد، وانهزمت الروم وغلب المسلمون على معسكرهم، وساروا إلى الدمستق وهو صاحب المسالح، فحمل لهم مائة ألف دينار وثلاثة وتسعين ألفا وأربعمائة وخمسين دينارا، ومن الورق أحدا وعشرين ألف ألف درهم وأربعة عشر ألفا وثمانمائة درهم، وسار الرشيد حتى بلغ خليج القسطنطينية، والروم يومئذ بيد أغسطه «٣» - امرأة إليون- لصغر ابنها، فجرى الصلح بينها وبين الرشيد على الفدية، وأن تقيم له الأدلاء والأسواق فى الطرق، وذلك لأنه دخل مدخلا ضيقا مخوفا، فأجابته إلى ذلك، ومقدار الفدية سبعون ألف دينار فى كل سنه، ورجع عنها، وكانت الفدية ثلاث سنين، وكان مقدار ما غنم المسلمون إلى أن اصطلحوا خمسة آلاف رأس وستمائة وثلاثة وأربعين رأسا، ومن الدواب الذلل بأدواتها عشرين ألف رأس، وذبح من البقر والغنم مائة ألف رأس، وقتل من الروم فى الوقائع كلها أربعة وخمسون ألفا، وقتل من الأسارى صبرا ألفان وتسعون أسيرا.

وحج بالناس فى هذه السنة صالح بن المنصور.

ودخلت سنة ست وستين ومائة.