للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنّك لم تجزع «١» على ابن طريف

فتى لا يريد «٢» الزاد إلا من لتقى ... ولا المال إلا من قنا وسيوف

وفيها فوّض الرشيد أمر دولته كلها إلى خالد بن يحيى البرمكى. وحج بالناس فى هذه السنة محمد بن إبراهيم بن محمد بن على.

[ودخلت سنة تسع وسبعين ومائة]

فى هذه السنة اعتمر الرشيد فى شهر رمضان شكرا لله تعالى على قتل الوليد بن طريف، وعاد إلى المدينة فأقام بها إلى وقت الحج، وحجّ بالناس ومشى من مكة إلى عرفات، وشهد المشاعر كلها ماشيا، ورجع على طريق البصرة، وفيها مات الإمام مالك بن أنس الأصبحى رضى الله عنه ورحمه، وكانت وفاته بالمدينة وله تسعون سنة.

[ودخلت سنة ثمانين ومائة.]

ذكر ولاية على بن عيسى خراسان- وخبر حمزة الخارجى

فى هذه السنة عزل الرشيد منصور بن يزيد عن خراسان، واستعمل عليها جعفر بن يحيى ثم عزله بعد عشرين يوما، واستعمل عليها على بن عيسى ابن ماهان فولّيها عشر سنين. وفى ولايته خرج حمزة بن أترك الخارجى، فجاء إلى بوشنج فخرج إليه عمرويه بن يزيد الأزدى، وكان على هراة فى ستة آلاف، فقاتله فهزمه حمزة وقتل من أصحابه جماعة، ومات عمرويه فى الزحام، فوجّه إليه على بن عيسى ابنه الحسين فى عشرة آلاف، فلم يحارب حمزة فعزله وسيّر ابنه عيسى بن على، فقاتل حمزة مرة بعد أخرى، وكان حمزة بنيسابور فانهزم حمزة وقتل أصحابه وبقى فى أربعين رجلا، فقصد