للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بطوس. روى أبو الفرج الأصفهانى عن جحظة عن ميمون بن هارون قال «١» :

رأى الرشيد فيما يرى النائم كأن امرأة وقفت عليه، وأخذت كف تراب ثم قالت: هذه تربتك عن قليل، فأصبح فزعا فقصّ رؤياه، فقال له أصحابه: وما فى هذا!! قد يرى النائم أكثر من هذا وأغلظ ثم لا يضره فركب وقال: إنى لأرى الأمر قريبا، فبينا هو يسير إذ نظر إلى امرأة واقفة من وراء شباك حديد تنظر إليه، فقال: هذه والله التربة التى رأيتها، وهذه المرأة بعينها، ثم مات بعد مدة ودفن فى ذلك الموضع بعينه، أشترى له ودفن فيه، وأتى نعيه بغداد فقال أشجع يرثيه:

غربت بالمشرق الشم ... س فقل للعين تدمع

ما رأينا قط شمسا ... غربت من حيث تطلع

وكان عمره سبعا وأربعين سنة وخمسة أشهر وخمسة أيام، وخلافته ثلاثا وعشرين سنة وشهرين وثمانية عشر يوما، وكان جميلا وسيما أبيض جعدا قد وخطه الشيب.

وكان له من الأولاد: محمد الأمين، وعبد الله المأمون، والقاسم المؤتمن، وأبو إسحاق المعتصم، وصالح، وأبو عيسى محمد، وأبو يعقوب محمد، وأبو العباس محمد، وأبو سليمان محمد، وأبو على محمد، وأبو محمد- وهو اسمه، وأبو أحمد محمد، وكلهم لأمهات أولاد إلا الأمين [١] . وله من البنات سكينة، وأم حبيب، وأروى، وأم


[١] تزيد النسخة ص بعد ذلك قصة على قياس قصة المنصور التى زعمت أنه تزوج زواجا أخفاه وأثمر ولدا، كذلك هذه القصة التى توردها النسخة ص تنسب إلى الرشيد زواجا خفيا أثمر ولدا، نقلت النسخة ص قالت:
هؤلاء الذين عرفوا من أولاده الذكور وذكرهم أهل التاريخ، وقد حكى الإمام أبو الليث