للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذنبه وجذبه جذبة أقعى لها الأسد، وانقطع ظهره فمات، وزاغت أنامل الأمين عن منابتها.

قال: ولما استقرت للأمين استكثر من الخصيان وغالى فى ثمنهم، وصّيرهم لخلوته فى ليله ونهاره- وسمّى البيض منهم الجراديّة والحبشان والغرابية حتى رمى بهم، وقيل فيه الأشعار، وأخضر الملهين «١» من جميع البلدان وأجرى عليهم الأرزاق واحتجب عن الناس.

[ذكر خلافة المأمون]

هو أبو العباس- وقيل أبو جعفر- عبد الله بن هارون الرشيد، وأمه مراجل أم ولد، بويع له البيعة العامة ضبيحة الليلة التى قتل فيها الأمين، وهو يوم الأحد لخمس بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، وكان هو بمرو.

وهو السابع من خلفاء بنى العباس وقد تقدم من أخباره وأخبار عساكره، والبيعة له بمكة والمدينة وخراسان وغيرها من الأمصار، مالا يحتاج إلى إعادته، إلا أنّ تلك المدة لا تعد خلافة مع بقاء الأمين.

قال: ولما وصل رأسة إلى المأمون- كما ذكرنا- أذن للقوّاد، وقرأ ذو الرئاستين الفضل بن سهل الكتاب عليهم فهنّأوه بالظفر، وكتب إلى طاهر وهرثمة بخلع القاسم المؤتمن من ولاية العهد فخلعاه فى شهر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين ومائة، وعامل المأمون أمّ جعفر زبيدة بنت جعفر- أم الأمين- بالإكرام والبر والتلطف، ورتب لها فى كل سنة مائة «٢» ألف درهم جددا، يحملها إليها ويتعاهد زيارتها.

حكى»

أبو الفرج الأصفهانى أن المأمون أغفل حمل المال إليها فى